الحلقة رقم1

بسم الله الرحمن الرحيم
القرية
# هذه القصة لا تمت للواقع بصلة حتى ولو تشابهت المسميات
I
7 فبراير:
     ها هو يوم عمل جديد.. عمل الصحفي مشكلة كبيرة.. فمع أنه يتطلب الإبداع والتوثيق معًا.. إلا أنهم يطلبون منه أن يفعل هذان الشيئين بشكل يومي وبدون انقطاع وإلا لن يذوق الخبز واللحم وسيموت من الجوع هو وأولاده.. وهذا ما يجعل الصحفي في ضغط كبير لإن الأبداع بدون انقطاع من الصعاب إن لم يكن من المستحيلات.. وهذا ما يفسر كون الصحافة من الوظائف التي ينتحر أصحابها أكثر من أي وظيفة أخرى...
     كنت من الصحفيين الحصاف.. فلدي مجموعة لا بأس بها من أصدقاء الصحافة.. حيث لدينا مجموعة في أحد برامج الدردشة وهناك قد يتبرع أحدنا بعرض موضوع ما يحتاج إلى تغطية بما أنه وجد موضوع آخر وهذا سيفوت.. متخذًا قاعدة إما لتنمية شبكة علاقاتك الاجتماعية أو للذئب منطلقًا لعمله الخيري هذا لو صح التعبير...
     مديري في العمل – وهو مالك الصحيفة ومديرها أيضًا ومديري بلا شك – من ضمن هؤلاء الأصدقاء.. وهو رجل يملك جسدًا صحيًا [مربعًا].. فجسمه مربع.. ورأسه مربع.. ووجهه مربع.. وذقنه مربعة.. وفوق هذا يقطر أناقة.. فلو وضعت أناقة العالم في كفة وأناقة مديري في العمل في كفة لطاشت كفة العالم وتبعثرت اناقتها في الأرجاء.. فأنت لو رأيته لقلت هذا رجل أعمال وليس مدير صحيفة شهرية بسيطة...
     هكذا جلس على طرف طاولتي وهو يتناول الحليب المكثف البارد في كأسه الفخاري العتيد الذي يحمل صورة حاكم البلاد وهو يحمل بندقيته أيام الانقلاب أو الثورة.. هذا الكأس الذي يباع على موقع الرئيس بستين ليرة بينما لا يتجاوز سعر الكأس بدون الصورة ليرة واحدة!:
-:"هل وجدت موضوع للشهر القادم؟"
     حككت رأسي كعادتي كلما أتى موضوع محرج ممن هو اكبر مني عمرًا أو مكانة اجتماعية أو سلطة:
-:"حسب تقسيم العمل الذي في القرار الأخير فإنني حتى الآن لـ..."
     ربت على كتفي مقاطعًا وهو يهم بالخروج من مكتبي الذي لا يختلف عن مساحة حظيرة خنزيرة صغيرة مع اطفالها في مزرعة صيني إلا في كونه مكتب لموظف نظيف مشغول:
-:" لا تقلق لدي مقال لك.. هناك قرية غريبة نريد منك تغطيتها.. سوف يأخذ منك المقال ثلاث أشهر بحالها.. إلا لو نجحت في تمطيط المقال.."

     كنت سعيد أن المدير أخبرني شخصيًا بهذه التغطية الحصرية.. لأن لو قاله في القروب سوف يتم أخذه من أحدهم.. لكن مهلًا ربما لا أحد يقبل بهذه المهمة لأنها لا تجذب سوى المغفلين من أمثالي.. فالحكمة تقول أحذر أن توافق على أمر مديرك عندما يربت على كتفك مثل أب نصوح...

تعليقات

  1. اين التعليقات واللايكات

    ردحذف
  2. عمل رائع اخي أديب.. اتشوق لتتمة الحلقات نحن بانتظارك استمر فهذه الكلمات تنم عن الإبداع والحس الكتابي المشوق لديك.. انتظر الحلقه الثانيه بشغف شكرا جزيلا لك ����

    ردحذف
    الردود
    1. شكرًا جزيلًا على ردك وانتظر مني الحلقة القادمة

      حذف
  3. بداية موفقه تحمل كمية من جمال في الاسلوب والتدرج في التشويق وهذا مايجعل القارئ يستمر بالقراءة دون ملل �� .. انتظر الحلقة ٢

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحلقة الرابعة

الحلقة الثالثة