الحلقة الثانية

     في الصباح سافرت للمنطقة التي توجد بها القرية عبر الطائرة.. وفي المطار قابلت وكيل الصحيفة.. وهو رجل بدين ذو شارب كث وخدود يمكنك ملاحظتها على بعد مئتين ميل.. المهم أنه قال لي أنه يجب علي الذهاب لمطار داخلي حيث سوف اذهب لمدينة بسيطة ومن تلك المدينة أركب سيارة إلى القرية التي تريد مني الصحيفة أن أوثقها بالكامل...
     ذهبت لما يسمى المطار الداخلي.. وهو مطار ترابي ويوجد به غرفة بحجم مكتب صغير مصنوعة من صفائح الألمنيوم ومصبوغة بلون برتقالي فاقع.. هناك وجدت رجلين يمكنك أن تعرف انهم مدمنين للبيرة بمجرد النظر إليهما.. أما عن المطار فيوجد فيه ثلاث عنابر لطائرات.. وهي مغلقة ولا اعرف ما بداخلها.. وبطبع مصنوعة من رقائق الألمنيوم.. وهناك طائرة تقف في المدرج الترابي.. طائرة خفيفة من نوع سيسنا 172.. ولو كنت لا تعرف طائرة السيسنا 172 وتشعر بكسل بحيث لا تريد زيارة قوقل ومعرفة من تكون تلك الطائرة فدعني أريحك وأقول إنها تلك الطائرة التي لا تحمل الكثير من الناس وفي انفها مروحة يتيمة وتصدر طنين مزعج عندما تطير.. وهذه صورتها على كل حال...

     دخلت إلى مكتب المطار كما احب ان اسميه.. نظر إلي الرجلين السمينين باستغراب وكأنني دخلت عليهم في غرفة النوم.. كان امام كل واحد منهما زجاجة بيرة كما تعرف.. عيونهم محمرتين لكن لا أتوقع ان تلك البيرة تحوي أي كحول..
-:"أي خدمة يا سيد؟"
-:"أريد رحلة لفرد واحد لقرية الرزا"
     نظر الرجلين لبعضهما.. هل هذا الرجل عاقل أم لا.. لكن الجالس خلف المكتب قال لي:
-:" للأسف لا نوصل إلا للمدن الموجودة في الجدول خلفك"
     التفت لأجد ورقة مصفرة من النوع الثخين محفوظة في الزجاج ومكتوب عليها قائمة من 150 مدينة فيما يبدو.. غريب ان هذا المطار مهجور هكذا.. لكن من يريد أن يركب طائرة سيسنا على كل حال مع علج يحب البيرة!,,,
-:" عفوًا نسيت انه يجب ان اذهب لتلك القرية بسيارة.. انا فقط أريد الاقتراب منها..  وحسب الخريطة التي بين يدي فأنا اريد السفر إلى جنوة"
     قام الرجل الذي لا يجلس خلف المكتب وتناول ما تبقى في زجاجته وتجشأ بفخر وبصوت عالي ثم رفع حزامه للخصر وتركه لتندلق كرشه من جديد:
-"الآن على الأقل تقول كلامًا مفهومًا يمكنني أن أوصلك لجنوة بمئتين ليرة فقط.. أعطني حقائبك"

     حسب معلوماتي المتواضعة طائرة سيسنا 172 لا تحمل الكثير من الوزن.. أنا نحيف لكن الطيار سمين للغاية وحقيبتي ايضًا.. لكن هو أعرف بهذه الأمور.. وهكذا قطعت عدة مئات من الياردات حتى وصلنا إلى الطائرة.. حزرت من شكلها ان عمرها 25 سنة على الأقل.. لكن يجب علي في النهاية أن أطير بها.. والحمدلله أنني لا أخاف من الطائرات.. وعلى فكرة حتى لو كنت لا تخاف من الطائرات سوف تخاف من سيسنا 172 عجوز...

تعليقات

  1. رائع اخي.. استمر فالقصه مشوقه وننتظر تتمتها بشغف قصه غريبة الاطوار وفيها غموض وشيء يجذب لمعرفة التفاصيل اللاحقه لمسيرة هذا الرجل

    ردحذف
  2. ها انت تحرز تقدماً رائع في تسلسل الاحداث .. استمر

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحلقة رقم1

الحلقة الرابعة

الحلقة الثالثة